الزبدات مقابل. البروبيوتيك: ما الفرق؟

"لقد جربت كل أنواع البروبيوتيك الموجود على الرف. لم ينجح أي شيء منها".

كانت هذه قصة سارة، وربما تكون قصتك أنت أيضًا. كانت تعاني من الانتفاخ بعد كل وجبة، ولم تستطع الذهاب إلى الحمام لعدة أيام، وشعرت كأن أمعائها تسيطر على حياتها. وبطبيعة الحال، لجأت إلى البروبيوتيك - المكمل الغذائي المفضل لصحة الأمعاء.

ولكن بعد أشهر من تجربة العلامة التجارية تلو الأخرى، لم يتغير شيء. عندها تعرفت على شيء يسمى الزبدات - وهو عبارة عن بوستبيوتيك وليس بروبيوتيك.

في غضون أسابيع من بدء استخدام الزبدات، خفت حدة الانتفاخ. أصبحت زيارات الحمام منتظمة. حتى أن مزاجها تحسن.

إذن ما الذي حدث؟ إذا كانت البروبيوتيك تُوصف بأنها "المنقذ للأمعاء"، فلماذا لم تقدم المساعدة؟ وما هو الزبدات بالضبط؟

دعونا نحلل الأمر.

البروبيوتيكمقابل. البوستبيوتيك: ما الفرق؟

نسمع عن البروبيوتيك  باستمرار، لكن ما هي المواد ما بعد الحيوية (البوستبيوتيك)؟ ليس كثيرًا.

إليك الفارق الأساسي:

• البروبيوتيك هي بكتيريا حية (أو أحيانًا غير نشطة) يتم تناولها لدعم ميكروبيوم الأمعاء ليكون أكثر صحة. غالبًا ما تكون من أنواع مثل اللاكتوباسيلوس أو البيفيدوبكتيريا.
• الزبدات عبارة عن مادة ما بعد الحيوية - وهي مادة مستقلبة مفيدة تنتج عندما تقوم بكتيريا معينة في الأمعاء بتحليل النشا المقاوم، وهو نوع من الألياف، في القولون. إنها ليست كائنًا حيًا مثل البروبيوتيك. إنها حمض دهني قصير السلسلة (SCFA) له تأثيرات قوية على القناة الهضمية وخارجها.

بعبارة أخرى، يمكن للبروبيوتيك أن تنتج منتجات ما بعد الحيوية - ولكن ليس جميعها تفعل ذلك. ومعظم مكملات البروبيوتيك لا تحتوي على البكتيريا القادرة على إنتاج الزبدات.

كيف تعمل البروبيوتيك والزبدات معًا؟

فكّر في أمعائك مثل الحديقة.

• البروبيوتيك تشبه زراعة البذور - فهي تقدم البكتيريا النافعة.
• الزبدات تشبه السماد العضوي- إنها النتيجة الغنية بالمغذيات التي تغذي التربة (بطانة الأمعاء) وتدعم كل ما ينمو فيها.

في حين أن البروبيوتيك قد تساعد في تحويل الميكروبيوم نحو مزيد من التوازن، فإن الزبدات تغذي وتقوي حاجز الأمعاء بشكل مباشر، وتدعم العمليات المضادة للالتهابات، بل وتنتقل عبر مجرى الدم لإفادة الدماغ والجهاز المناعي.

بينما تعمل البروبيوتيك في الغالب داخل الأمعاء، فإن الزبدات تؤثر بشكل شامل في جميع أنحاء الجسم.

لماذا قد تنجح الزبدات عندما لا تنجح البروبيوتيك

البروبيوتيك مفيدة - لكنها ليست علاجًا لكل شيء.

بعض الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى عدم فاعلية البروبيوتيك:

• قد لا يحتوي ميكروبيوم أمعائك على التوازن المناسب من الأنواع البكتيرية التي تسمح لها بالنمو والازدهار.
• أنت لا تحصل على سلالات منتجة للزبدات (مثل الكلوستريديوم أو اليوباكتريوم) في المكمل الغذائي الخاص بك
• قد يكون لديك بالفعل الكثير من سلالات البروبيوتيك المعينة - نعم، حتى البكتيريا "الجيدة" يمكن أن تصبح غير متوازنة

هنا تتألق الزبدات. إنها تتجاوز الحاجة إلى الظروف البكتيرية المناسبة وتبدأ بالعمل مباشرة.

في الواقع، تظهر الأبحاث أن:

• قد تساعد تناول مكملات الزبدات في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي (متلازمة القولون المتهيج)  مثل الانتفاخ والألم والإمساك والإسهال.
• قد تساعد على تقوية بطانة الأمعاء وإصلاح التلف الناتج عن الالتهاب أو متلازمة تسرب الأمعاء.
• قد تساهم في دعم المزاج وصفاء الذهن عبر محور الأمعاء والدماغ.

بالإضافة إلى أنها جيدة التحمل، وتتميز بوجود آثار جانبية نادرة جدًا ومنخفضة الخطورة. فقط تأكد من أن تتابع صحة أمعائك عن كثب وتلاحظ أي تغييرات قد تبدأ في الظهور. 

هل تحتاج إلى كل من الزبدات والبروبيوتيك؟ ربما.

الزبدات والبروبيوتيك ليسا خصمين - بل هما زميلان في فريق واحد.

يمكنك بالتأكيد تناولهما معًا:

• قد تساعد البروبيوتيك في إثراء أمعائك بأنواع نافعة من البكتيريا.
• تضمن الزبدات بقاء بطانة الأمعاء قوية ومدعومة.
• معًا، قد يشكلان استراتيجية دعم أكثر تكاملاً لصحة الأمعاء.

يبدأ بعض الأشخاص بتناول البروبيوتيك. يبدأ البعض الآخر بالزبدات. يحتاج البعض إلى كليهما. البروتوكول المناسب يعتمد على طبيعة أمعائك الفريدة.

الخلاصة النهائية: استمع إلى أمعائك، حرفيًا

إذا جربت البروبيوتيك ولم تشعر بأي شيء، فهذا لا يعني أن أمعاءك لا يمكن مساعدتها. قد يعني ذلك فقط أنك بحاجة إلى وسيلة مختلفة.

الزبدات ليست بروبيوتيك - إنها مادة ما بعد الحيوية ذات فوائد قوية لصحة الأمعاء والدماغ والمناعة والالتهابات.

إنها تعمل بشكل مختلف، وبالنسبة للكثيرين، تعطي نتائج أفضل.

أمعائك لها لغتها الخاصة. الأعراض هي إشارات. إذا لم تنجح البروبيوتيك معك، فلا تتخلَّ عن صحة أمعائك. جرب الزبدات. أو جرب كليهما. قد تكون على بُعد مكمل غذائي واحد فقط من الراحة التي تبحث عنها لأمعائك.

المراجع:

1. Amiri P, Hosseini SA, Ghaffari S, et al. Role of Butyrate, a Gut Microbiota-Derived Metabolite, in Cardiovascular Diseases: A comprehensive narrative review. Front Pharmacol. 2022;12:837509. Published 2022 Feb 2. doi:10.3389/fphar.2021.837509
2. Bridgeman SC, Northrop W, Melton PE, Ellison GC, Newsholme P, Mamotte CDS. Butyrate generated by gut microbiota and its therapeutic role in metabolic syndrome. Pharmacol Res. 2020;160:105174. doi:10.1016/j.phrs.2020.105174
3. Canani RB, Costanzo MD, Leone L, Pedata M, Meli R, Calignano A. Potential beneficial effects of butyrate in intestinal and extraintestinal diseases. World J Gastroenterol. 2011;17(12):1519-1528. doi:10.3748/wjg.v17.i12.1519
4. Cazzaniga M, Cardinali M, Di Pierro F, Zonzini GB, Palazzi CM, Gregoretti A, Zerbinati N, Guasti L, Bertuccioli A. The Potential Role of Probiotics, Especially Butyrate Producers, in the Management of Gastrointestinal Mucositis Induced by Oncologic Chemo-Radiotherapy. International Journal of Molecular Sciences. 2024; 25(4):2306. https://doi.org/10.3390/ijms25042306
5. Gąsiorowska A, Romanowski M, Walecka-Kapica E, et al. Effects of Microencapsulated Sodium Butyrate, Probiotics and Short Chain Fructooligosaccharides in Patients with Irritable Bowel Syndrome: A Study Protocol of a Randomized Double-Blind Placebo-Controlled Trial. J Clin Med. 2022;11(21):6587. Published 2022 Nov 7. doi:10.3390/jcm11216587
6. Geirnaert A, Calatayud M, Grootaert C, et al. Butyrate-producing bacteria supplemented in vitro to Crohn's disease patient microbiota increased butyrate production and enhanced intestinal epithelial barrier integrity. Sci Rep. 2017;7(1):11450. Published 2017 Sep 13. doi:10.1038/s41598-017-11734-8
7. Nozu T, Miyagishi S, Nozu R, Takakusaki K, Okumura T. Butyrate inhibits visceral allodynia and colonic hyperpermeability in rat models of irritable bowel syndrome. Sci Rep. 2019;9(1):19603. Published 2019 Dec 20. doi:10.1038/s41598-019-56132-4
8. Singh V, Lee G, Son H, et al. Butyrate producers, "The Sentinel of Gut": Their intestinal significance with and beyond butyrate, and prospective use as microbial therapeutics. Front Microbiol. 2023;13:1103836. Published 2023 Jan 12. doi:10.3389/fmicb.2022.1103836
9. Załęski A, Banaszkiewicz A, Walkowiak J. Butyric acid in irritable bowel syndrome. Prz Gastroenterol. 2013;8(6):350-353. doi:10.5114/pg.2013.39917
10. Zhu LB, Zhang YC, Huang HH, Lin J. Prospects for clinical applications of butyrate-producing bacteria. World J Clin Pediatr. 2021;10(5):84-92. Published 2021 Sep 9. doi:10.5409/wjcp.v10.i5.84