بقلم إريك مدريد
عادة ما يواجه الكثير من الرجال ذوى المستوى الصحي المتدني صعوبة في العلاقة الحميمة. هناك الكثير من الأسباب وراء حدوث ذلك، أكثرها شيوعًا هو أنَّ معظم الأمراض المزمنة تؤثر سلبًا على الوظائف الجنسية ومستوى الهرمونات في الجسم. وعادة ما ينخفض مستوى التستوستيرون لدى مرضى السكري والمصابين بالسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم وأمراض القلب مما يؤدي بدوره إلى الضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب ED كما هو معروف على نطاق واسع. وقد أظهرت بعض الدراسات أيضًا أنَّ ضعف الانتصاب يمكن أن يكون علامة مبكّرة للإصابة بأمراض القلب تسبق ظهور الأعراض بسنوات عديدة.
الأدوية الشائعة التي يصفها الأطباء لعلاج الحالات الصحية المزمنة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل ضعف الانتصاب. تلك الأدوية تشمل:
يتعرّض الأشخاص غير النشطين أو أولئك الذين يتّبعون نمط الحياة الخاملة إلى خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب وكذلك ضعف الانتصاب. تعتبر التمارين الروتينية والنشاط المعتدل أمرًا حاسمًا بالنسبة لصحة الأوعية الدموية، كما يمكن أن تساعد في تحسين تدفّق الدم ليس فقط للقلب والمخ ولكن أيضًا إلى الأجزاء الأخرى الهامة في جسم الإنسان.
وتعد خسارة الوزن خطوة هامّة أيضًا لمن يعانون من السمنة للمساعدة في علاج أعراض ضعف الانتصاب. وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2003 أنَّ الرجال الذين يعانون من زيادة في الوزن بحيث يصل مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم إلى 28.7 أو أكثر كانوا أكثر عرضة بنسبة 30 بالمائة للإصابة بضعف الانتصاب مقارنة بأولئك الذين انخفض لديهم مؤشر كتلة الجسم عن 25 الذي يمثّل الوزن الطبيعي لجسم الإنسان. ثمَّ استنتجت دراسة نشرت لاحقًا عام 2004 في مجلة الاتحاد الطبي الأمريكي ارتباط تغييرات نمط الحياة بتحسّن الوظائف الجنسية لدى حوالي ثلث الرجال البدناء المصابين بضعف الانتصاب عند بداية العلاج. لذلك، ينبغي أن يكون الوصول إلى الوزن المثالي الهدف الرئيسي لكل من يريد تحسين صحته الجنسية. ويختار العديد من الأشخاص اتباع حمية باليو أو الحمية النباتية أو الحمية الكيتونية لتحقيق ذلك الهدف.
يُعد انخفاض مستوى التستوستيرون أحد الأسباب الرئيسية المسبّبة لضعف الانتصاب لدى الرجال. وقد أظهرت الدراسات الانخفاض المستمر لمستويات التستوستيرون لدى الرجال في جميع أنحاء العالم على مدار العقود الماضية. وهناك الكثير من الأسباب وراء حدوث ذلك، ويُرجِع الكثيرون ذلك إلى إدخال البلاستيك والمواد الكيميائية الأخرى في الصناعات المختلفة مما يتسبّب في اختلال الهرمونات ويخفض إنتاج الجسم لهرمون التستوستيرون. بالإضافة إلى ذلك، تُسهم السمنة في انخفاض مستوى التستوستيرون لدى الرجال ويحدث هذا بشكل أساسي لأن الأنسجة الدهنية تحوّل هرمون التستوستيرون لدى الرجال إلى الإستروجين.
إنَّ تقليل معدّل الدهون في الجسم وإزالة السموم من النظام الغذائي هي الخطوات الحاسمة التي يمكن اتخاذها لزيادة مستوى التستوستيرون لدى الرجال. ومع ذلك، لا يكون ذلك وحده كافيًا في بعض الأحيان. لذلك، يلجأ الكثيرون إلى تناول الأدوية والمكمّلات الغذائية لزيادة الرغبة الجنسية ورفع مستوى التستوستيرون في الجسم. ويمكن أن يكون هذا مناسبًا في بعض الأحيان.
عادة ما يصف الأطباء بدائل التستوستيرون للرجال الذين يعانون من انخفاض مستويات التستوستيرون. ومع ذلك، نادرًا ما يتم معالجة الأسباب الجذرية لانخفاض مستوى التستوستيرون. قلما يوصي الأطباء بتغييرات في النظام الغذائي أو نمط الحياة المتبع والتي تساعد في علاج أساس المشكلة ويركزون على العلاجات الدوائية بدلًا من ذلك.
غالبًا ما يوصي الأطباء بتناول بدائل التستوستيرون عندما ينخفض مستواه في الجسم. يأتي هذا الدواء في أشكال متعددة بما في ذلك حقن هرمون التستوستيرون وكريمات التستوستيرون الموضعية وكريات هرمون التستوستيرون التي يتم زرعها تحت الجلد. يمكن أن تكون هذه الحلول مفيدة في البداية، ولكن أثرها لا يدوم طويلًا إذا لم يتم معالجة السبب الجذري للمشكلة.
كما توجد أيضًا بعض الأدوية التي تم تطويرها من قِبَل شركات الأدوية لعلاج ضعف الانتصاب خصيصًا. تتضمن تلك الأدوية سيلِدينافيل (الفياجرا) و تادالافيل(سيالس) و فاردينافيل (ليفيترا). مرة أخرى، يمكن أن تكون تلك الأدوية مفيدة لكثير من الأشخاص وكثيرًا ما أصفها بنفسي لبعض المرضى. ومع ذلك، ينبغي أن تكون محاولة معرفة السبب الجذري للمشكلة واستعادة صحة وتوازن الجسم الهدف الأساسي لكل من المريض والطبيب على حد سواء.
بسبب المخاوف المتعلّقة بالآثار الجانبية للعلاج الدوائي وارتفاع تكلفته، يلجأ الكثيرون إلى البدائل الطبيعية كما هو موضّح أدناه:
ل-أرجنين هو حمض أميني مهم لتدفق الدم إلى جميع أنحاء الجسم بوصفه نذيرًا لأُحادي أكسيد النيتروجين، فهو جزيء يعزز التدفق السليم للدم في الجسم. وقد وضحت دراسة في عام 2014 فائدة هذا الحمض الأميني للذبحات الصدرية وأمراض الأوعية الدموية والضعف الجنسي.
وأظهرت دراسة مزدوجة التعمية تم إجراؤها عام 1999 باستخدام الدواء الوهمي أن تناول ل-أرجنين بجرعات تصل إلى 5,000 ملغ في اليوم ساعد في تحسين أعراض ضعف الانتصاب مقارنة بالرجال الذين تناولوا أقراص الدواء الوهمي. ومع ذلك، لم تحقّق الجرعات التي تبلغ 1,500 ملغ في اليوم أي فائدة تذكر وفقًا لدراسة أخرى أجريت عام 1999 في Urologia Internationalis.
أوضحت دراسة أجريت عام 2015 أنَّ تناول مكمّل بيكنوجينول (أنظر في الأسفل) ساعد في تحسين كل من وظيفة الانتصاب ونوعية الحيوانات المنوية. كما أظهرت دراسة أخرى نشرت عام 2015 في المجلة الطبية البريطانية نتائج مماثلة عند تناول مكمّلات البيكنوجينول ول-أرجنين معًا.
الجرعة المقترحة: ل-أرجنين 4,000 إلى 5,000 ملغ في اليوم للحصول على أفضل النتائج.
ل-سيترولين هو حمض أميني يدعم أيضًا صحة الأوعية الدموية. وقد أوضحت دراسة أجريت عام 2017 انخفاض نسبة هذا الحمض الأميني وحمض ل-أرجنين لدى الرجال الذين يعانون من مشاكل في الانتصاب. وأوضحت دراسة في عام 2015 أنَّ تناول المكمّلات المركّبة من ل-سيترُولين و ل-أرجنين والبيكنوجينول يمكن أن يساعد أولئك الذين يعانون من ضعف الانتصاب.
الجرعة المقترحة: وفقًا لتوجيهات الملصق الدوائي.
الأشواغَاندا هي عشبة متكيّفة يمكن أن تكون مفيدة في علاج حالات التعب المزمن والمشاكل المتعلقة بالرغبة الجنسية. يعد الموطن الأصلي للأشواغَاندا هو قارّة آسيا حيث تنمو تحديدًا في الهند وبعض المناطق في الصين. لذلك، فهي عشبة شائعة الاستخدام في طب الأيورفيدا منذ آلاف السنين.
في عام 2015، أجريت دراسة على 57 رجلًا تم إعطاؤهم إمَّا أقراص الدواء الوهمي أو الأشواغَاندا لمدة ثمانية أسابيع وتمَّ قياس مستوى التستوستيرون قبل وبعد إجراء الدراسة. كما خضع هؤلاء الرجال أيضًا لتدريبات المقاومة في نفس الفترة الزمنية. أظهرت النتائج زيادة مستوى التستوستيرون لدى أولئك الذين تناولوا العشبة مقارنة بمن تناولوا الدواء الوهمي.
الجرعة المقترحة: الأشواغَاندا – 500 ملغ مرة أو مرتين في اليوم
جذور الماكا (Lepidium meyenii) هي عشبة متكيِّفة تُزرع في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية حيث تنمو على ارتفاعات تتراوح ما بين 13,000 إلى 16,000 قدم (4000 - 5000 متر) فوق مستوى البحر. كانت الماكا تستخدم عادة من قِبَل شعب الإنكا حيث كانت تعرف بالعديد من الفوائد الطبية وكانت تستخدم في المقام الأول لزيادة الرغبة الجنسية والخصوبة. كما اعتبرها البعض منشطًا جنسيًا قوي المفعول.
لقد أظهرت عديد من الدراسات التي أجريت على مجموعة من الرجال فائدة الماكا في زيادة عدد الحيوانات المنوية وتحسين حركتها. فقد أظهرت دراسة مزدوجة التعمية أجريت عام 2002 باستخدام العلاج الوهمي ونشرت في Andrologia تحسّن الرغبة الجنسية لدى من تناولوا جذور الماكا مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي. كما أظهرت دراسة أخرى عام 2009 نشرت أيضًا في Andrologia تحسُّن الوظائف الجنسية لدى الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب البسيط.
الجرعة المقترحة: وفقًا لتوجيهات الملصق الدوائي
يُنصح بتناول بانكس الجنسنج لعلاج عدد كبير من الحالات الطبية المختلفة. ترجع أصول هذا النبات إلى كوريا حيث كان يستخدم لأكثر من ألفي عامٍ. يعتبر الجنسنج الآسيوي الذي ينمو أيضًا في مناطق من الصين وسيبيريا فريدًا من نوعه، ولا ينبغي الخلط بينه وبين أنواع الجنسنج المعروفة الأخرى مثل الجنسنج الأمريكي والجنسنج السيبيري. يُعرف الجنسنج الآسيوي أيضًا باسم الجِنسنج الأحمر الكوري أو الجنسنج الصيني أو الجنسنج الآسيوي.
بدأت الدراسات العلمية التي تُثبت فعالية الجنسنج في الظهور في فترة التسعينيات. وقد أظهرت دراسة في عام 1995 فائدة محتملة للجنسنج في علاج ضعف الانتصاب. كما أظهرت دراسة أخرى في عام 2007 أنَّ الجنسنج الكوري يمكن أن يكون خيارًا فعالًا في علاج ضعف الانتصاب بينما استنتجت دراسة في عام 2008 فعالية الجنسنج في علاج ضعف الانتصاب ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات عالية الجودة لإثبات ذلك.
الجرعة المقترحة: حسب توجيهات الملصق الدوائي. يمكن استهلاكه أيضًا كشاي ساخن.
يرجع استخدام مستخلص لحاء الصنوبر، الذي يعد أحد مضادات الأكسدة القوية، في الأصل إلى السكان الأصليين لأمريكا الشمالية وآسيا حيث استخدموه كعشب طبي. وتفيد التقارير باستخدام جاك كارتييه، الذي كان يطالب بملكية فرنسا لكَندا، مستخلَص لحاء الصنوبر في عام 1535 خلال رحلته لعلاج داء الأسقربُوط الذي يحدث بسبب نقص فيتامين ج في الجسم.
واليوم، أدرك خبراء الرعاية الصحية المتكاملة أيضًا الفوائد العديدة لمستخلص لحاء الصنوبر في مجال الصحة ومكافحة الشيخوخة. هناك صيغ متعددة لمكمّل لحاء الصنوبر في الأسواق، حيث يمكن أن يؤخذ على شكل كبسولة أو يمكن استخدامه كزيت عطري أو خلطه بدهان وتطبيقه موضعيًا.
يعتبر مستخلص لحاء الصنوبر ( Pinus masonianna من آسيا) أحد التركيبات الأكثر استخدامًا في حين أنَّ مستخلص لحاء الصنوبر البحري الفرنسي أو Pycnogenol® (من أوروبا Pinus pinaster ssp. Atlantica) هو عبارة عن خليط من هذا العنصر الغذائي الفعّال حاصل على براءة الاختراع.
أظهرت دراسة أجريت عام 2015 أنَّ تناول مستخلص لحاء الصنوبر ( بيكنوجينول) مع ل-أرجنين ساعد على تحسين وظيفة الانتصاب ونوعية الحيوانات المنوية. كما أظهرت دراسة منفصلة أجريت عام 2015 أنَّ تناول البيكنوجينول مع ل-أرجنين و ل- سِيتْرولين ساعد أيضًا في حل مشاكل ضعف الانتصاب.
الجرعة المقترحة: وفقًا لتوجيهات النشرة الدوائية
عكازة علي، والمعروفة أيضًا باسم الجنسنج الماليزي، هو نبات تعود أصوله إلى جنوب شرق آسيا. وقد أظهرت دراسة في عام 2013 أنّ تناوّل 200 ملغ من عكازة علي يوميًا من شأنه تقليل هرمون الكورتيزول وزيادة مستويات التستوستيرون بنسبة 37 بالمائة.
كما أوضحت دراسة منفصلة عام 2012 في Andrologia أنَّ تناول جرعة يومية مكوّنة من 200 ملغ من هذا النبات قد يزيد مستويات التستوستيرون لدى الرجال الذين يعانون من انخفاضه. وأظهرت دراسة أخرى عام 2017 في Chinese Journal of Natural Medicines أيضًا فائدة محتملة لعكَازة علِي ليس فقط في زيادة الرغبة الجنسية لدى الذكور ولكن أيضًا في تحسين نوعية وعدد الحيوانات المنوية.
الجرعة المقترحة: 200 ملغ يوميًا
القرطب الأرضي هو نبات عشبي ترجع أصوله إلى آسيا وأوروبا. وقد استخدم هذا العشب في كل من طب الأيُورفيدا و الطب الصيني التقليدي (TCM) منذ آلاف السنين لزيادة الرغبة لدى الرجال وتحسين الانتصاب. وقد أظهرت دراسة عام 2012 نشرت في مجلة الطب الجنسي أنَّ القرطب الأرضي يمكن أن يكون مفيدًا لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الانتصاب. واقترحت بعض الدراسات أنَّ هذا العشب يعمل على زيادة مستوى التستوستيرون بينما تشير دراسات أخرى أنَّه يعمل عن طريق تعزيز إنتاج أكسيد النيتريك (NO) في الجسم.
الجرعة المقترحة: وفقًا لتوجيهات الملصق الدوائي.
كانت عشبة العنزة تستخدم في الطب الصيني التقليدي كعلاج لضعف الانتصاب. وقد أظهرت بعض الدراسات الجيدة التي تستخدم الأساليب العلمية الحديثة فعالية تلك العشبة في حين يذكر الطب الصيني التقليدي أنّها "تزيد يانغ الكلية". وقد أشار العديد ممن استخدموها بالفعل إلى فعاليتها.
نبات الحلبة هو عشبة ترجع أصولها إلى الهند. وهي تستخدم في مجال طب الأيورفِيدا لعلاج مشاكل الهضم وزيادة الرغبة الجنسية. لقد استنتجت دراسة أجريت عام 2011 أنَّ الحلبة قد تساعد في تحسين الرغبة الجنسية والحفاظ على المستويات الصحية لهرمون التستوستيرون. بينما استنتجت دراسة أخرى أجريت عام 2009 على الرياضيين الذكور أنَّ الحلبة لم تكن لها أية فوائد فيما يتعلّق بمستوى هرمون التستوستيرون لدى الذكور. كما أفاد العديد ممن استخدموها بفعاليتها بينما لم يلاحظ البعض الآخر أي تحسّن عند استخدامها.
المراجع:
إخلاء مسؤولية:لا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أولا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذا المركز الصحي هو لأغراض إعلامية فقط. يرجى استشارة طبيب أو أي متخصص آخر في الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو صحي أو خيارات علاجية. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذا المركز الصحي بديلاً عن المشورة من متخصص في الرعاية الصحية. الادعاءات الواردة حول منتجات معينة في هذا المركز الصحي غير معتمدة لتشخيص أو علاج أو شفاء أو منع الأمراض.
